Back to Lectures

"الطاقة والجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط

2019-06-14

 

كلمة الرئيس أمين الجميّل في إفتتاح
مؤتمر "الطاقة والجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط"
الجمعة 14 حزيران/يونيو، 2019
بيت المستقبل، بكفيا
* * * *

صباح الخير وأهلاً وسهلاً بكم في سرايا بكفيا التاريخيّة،
أرحّب بكم بإسم "بيت المستقبل" وبإسم شركائه في تنظيم هذا المؤتمر حول " الطاقة والجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط"، لاسيّما: مؤسسة "كونراد أديناور" ومركز "الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية"، “Energy Intelligence » and « Medurable »
كما نشكر المؤسّسات التي دعمت وساهمت في إنجاح هذا المؤتمر: "الإقتصاد والأعمال" Arabpetroleum Investment Corporation (APICORP) ، وبلدية بكفيا – المحيدثة.

نأمل أن ينجح هذا اللقاء الغني بمضمونه، بتنوّعه، وبالتوصيات التي يمكن أن تخرج منه، علّها تساعد على وضع تصوّر حول الإستراتيجيات المفيدة للمنطقة في مجالات الطاقة والمياه.

إن المشاركين في هذا المؤتمر هم أخصّائيين وخبراء معروفين في مضمار الطاقة والمياه والبترول والغاز، ونشكرهم سلفاً على مساهمتهم في الأبحاث والنقاشات.
سنستعرض خلال هذا اللقاء التطورات التي تواجه العالم المعاصر، وتطرح تحدّيات كبيرة في السنوات القادمة.

التحدّي الأول هو أن الولايات المتحدة الأميركية التي كانت منذ سنة 1963 مستوردة للطاقة، أصبحت في سنة 2018 مصدّرة لها وبحلول سنة 2020 تصبح ثاني أكبر مصدّر في العالم. وهذا التطور يعزّز دور واشنطن الاستراتيجي في العالم.

التحدّي الثاني هو إعتماد أوروبا الأساسي على الغاز الروسي وجزئياً على الغاز الجزائري المتجه الى الإنخفاض. فهل الإكتشافات المصريّة من شأنهاأن تشكّل البديل؟ هذاالأمر هو من المواضيع التي ستناقش مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري الدكتور طارق المُلاّ في جلسة بعد الظهر.

التحدّي الثالثالإنخفاض بالطاقة المائية في معظم دول المنطقة وما ينتج عن ذلك من صعوبات قد تؤثّر بحلول سنة 2030 على أكثر من 250 مليون شخص من سكان الجزيرة العربية، والعراق، والاردن ومصر. كما أن التزايد السكّاني في المدن سيزيد من الطلب على المياه.
كما وأن المخزون الأكبر من المياه المتوفّرة الآنفي الشرق الأدنى، خارج لبنان، هما نهري دجلة والفرات. منابع هاذين النهرين هي في تركيا التي بامكانها التحكّم في تدفق المياه من خلال السدود التي أنجزتها.
كذلك مصر، تواجه مشكلة منذ قرار إثيوبيا ببناء سد على منبع نهر "النيل"La Renaissance الذي سيحدّ من تدفّق مياه النيل اليها. وسيكون لذلك إنعكاس كبير على مصر (موضوع البحث مع الوزير المصري بعد الظهر).

التحدّي الرابع يتعلّق بالطاقة البديلة والانجازات المتطورة التي من شأنها أن تنوّع مصادر الطاقة من أجل إنماء مستدام في بلدان الشرق الأوسط. أكان من خلال الطاقة المتجدّدة أو الطاقة النووية مع كل مخاطرها.
هذه المسألة مطروحة لدى كل الأوساط، لا بل هي موضوع الساعة. والسباق جارٍ في هذا المضمار.

واسنكمالاً للبحث في كل هذه المواضيع، نستضيف بعد الظهرمعالي وزير البترول المصري الدكتور المُلاّ، في جلسة مسائيّة، الذي سيطرح إستراتيجية مصر في موضوع الطاقة ودورها في المنطقة. يتبع ذلك مناقشة مع الأخصائيين.

يبقى أن البحث في موضوع الطاقة لا يكتمل إلا بطرح الموضوع الأمني. لذلك، بحثنا هذا، يجب أن يستكمل لاحقاً بلقاء آخر حول طريقة حل النزاعات القائمة، كما حول عودة التوازن المفقود استراتيجياً في دول الإقليم ومحلياً. فالأمن هو مفتاح الإفادة من ثروات النفط. والتجربة اللبنانية هي مثالاً على ذلك.

أشكركم جميعاً لمشاركتنا هذه الورشة حول الطاقة، وأشكر سلفاً المشرفين على إدارة الحلقات، كما المتكلّمين والمتدخلين. وأتمنى على الإعلام أن ينقل بدقّة التقارير التي ستُطرح.

وأخيراً، نأمل أن يخلُصَ مؤتمرنا الثاني حول الطاقة الى توصيات تكون المدخل لمؤتمرنا المقبل.