Back to News
داعياً من نيويورك الى قيام

داعياً من نيويورك الى قيام "ملتقى الاديان" الرئيس الجميّل: لبنان منصة للجهود الإقليمية الرامية إلى حماية التعددية ونشرها، ووضع العلاقات الشيعية – السنية على مسار سلمي

أيلول 22, 2015
داعياً من نيويورك الى قيام

 

دعا الرئيس أمين الجميّل الى عمل دولي سريع لحماية وصون التعددية التي تتعرض لاعتداءات يومية في منطقة الشرق الاوسط.واعتبر في مداخلة في مؤتمر دعت اليه مؤسسة كونراد اديناور في نيويورك حول " الجهود الدولية لتعزيز حرية الدين والمعتقد: عمل مشترك للصالح العام" ان المسائل المطروحة حيوية لمستقبل المنطقة ولنشوء نظام دولي سلمي في القرن الواحد والعشرين.
واسترجع فلسفة الاب المؤسس لمنظمة الأمم المتحدة فرانكلين ديلانو روزفلت في العام ١٩٤١، الذي أثبت الصلة المباشرة بين حرية الدين والمعتقد والسلام من خلال فلسفته الخاصة بالأمن والنظام الدوليين المعروفة بـ"الحريات الأربع". وشملت حرية التعبير، التحرر من الحاجة، التحرر من الخوف، و "حرية كل شخص في عبادة الله على طريقته – أينما كان في العالم".
واذ حذر من التراجع الدراماتيكي الذي يصيب هذه الحريات في دول المنطقة كافة، أكد أن التعددية الدينية هي أساس الحريات، لافتاً في مداخلته الى اختلاف المفهومين بحيث تشير التعددية إلى تعايش بين مجتمعات دينية مختلفة، في حين تنحو الحرية الى إعطاء الأفراد حق تحديد معتقداتهم بأنفسهم، وحق تغيير ديانتهم أو التخلي عنها.

واقترح الرئيس الجميّل لمواجهة أزمة التعددية في الشرق الاوسط، قيام ما أسماه "ملتقى الاديان" للمساهمة في حل الازمات الناشئة، مستعيناً بسابقة رجل الدولة النمساوي كليمنس فون مترنيش في القرن التاسع عشر الذي اطلق "ملتقى اوروبا" او Concert of Europe وقد شكلّ في حينه اتحاداً غير رسمي للقوى الرئيسية عملت على حل الأزمات الدولية من خلال الجهود الديبلوماسية بدل الحروب. واعتبر الرئيس الجميّل ان "ملتقى الاديان" المقترح يجب أن يكون قادراً على توليد جهود تبذلها مختلف الدول والمعتقدات لتأمين شروط تضمن حرية الدين والمعتقد للجميع،
ودعا الرئيس الجميّل الى اعتماد خمسة اجراءات لتفعيل الحل:
الاول، تزويد "ملتقى الاديان" بآلية ذات طابع رسمي، مقترحاً ما أسماه "أمم متحدة روحية". وطالب كبار قادة الديانات والمعتقدات على اختلافها الى قمة روحية تبارك بشكل رسمي الجهود المبذولة لصَون التعددية الدينية خاصة في الشرق الأوسط.
الثاني، صياغة إستراتيجية إقليمية للتعامل مع أزمة التعددية في الشرق الأوسط، مقترحاً لرمزية العمل، تعميم بيان مشترك حول أهمية التعايش والتناغم بين الديانات والمعتقدات يُتلى في وقت واحد في كل جامع وكنيسة وكنيس في المنطقة.
الثالث، تشكيل مجموعة دائمة للبحوث والدعم مهمتها جمع المعلومات عن المخاطر التي تتعرض لها التعددية الدينية وتعميم الخيارات السياسية ذات الصلة في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية كجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والحكومات الوطنية.
الرابع، دعم واحات التعددية المتبقية في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان، الذي يشكّل ركناً أساسياً للتعددية الدينية، والمركز الرمزي والفعلي للحوار والتعايش ما بين الأديان والمعتقدات. وطرح الرئيس الجميّل وطن الارز ليكون منصة للجهود الإقليمية التي ترمي إلى حماية التعددية ونشرها، كونه الدولة العربية الوحيدة التي تضم منظومة معقدة لمجتمعات تتميز بالتعددية الطائفية. ولفت الى المشكلتين الأكثر إلحاحاً للمعالجة في ما يتعلق بالتعددية الدينية، هي ضمان مكانة للمسيحيين وغيرهم من المعتقدات، ووضع العلاقات الشيعية – السنية على مسار سلمي في المدى الطويل.
الخامس، نشر ثقافة مدنية بالتنسيق مع منظمات في الشرق الأوسط تقوم على المساواة بين الجنسين وحكم القانون والإعلام المستقل.

وخلص الى أن أولى مهام "ملتقى الاديان" إطلاق جبهة ثانية أكثر قوة في وجه داعش، بعد الجبهة الاولى المكوّنة من مروحة من الجهود القائمة بين دول الشرق الأوسط، تكون بين أهدافها حماية التنوع، داعياً مؤسسة كونراد أديناور والمنتدى الدولي للبرلمانيين من أجل حرية الدين والمعتقد الى الضغط باتجاه تأسيس هذا الملتقى.