Back to News
الرئيس الجميل لإذاعة لبنان الحر: نعيش انقلاباً أبيض على الدستور

الرئيس الجميل لإذاعة لبنان الحر: نعيش انقلاباً أبيض على الدستور

تشرين الأول 28, 2015
الرئيس الجميل لإذاعة لبنان الحر: نعيش انقلاباً أبيض على الدستور

حديث الرئيس أمين الجميّل لإذاعة لبنان الحرّ
في 28 تشرين الأول 2015
* * *
شدد الرئيس امين الجميّل على ان المسيحيين في لبنان هم اكثر طرف متمسّك بسيادة لبنان ودوره وصيغته الحضارية الانسانية، وقال في حديث لبرنامج "استجواب" عبر لبنان الحر "من المؤسف ان لبنان والشعب اللبناني، قبل الاستقلال وبعده، كانوا بحيرة من امرهم فمنهم من اراد الوحدة السورية او العربية اضافة الى مجموعة من الرهانات، في حين كان المسيحي الطرف الأكثر تمسكاً بسيادة لبنان ودوره وصيغته الحضارية والانسانية وهذا الامر أزعج البعض."
واشار الى ان بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري تجسّدت هذه الوحدة في فريق 14 اذار، لكن حتى هذا التاريخ كان المسيحي هو المدافع عن سيادة لبنان واستقلاله، مضيفاً "هناك شعور لدى المسيحي بأنه مؤتمن على دور لبنان وسيادته ويغار على هذا البلد اكثر من غيره".
ووصف الجميّل اتفاق القاهرة بأنه كان تاريخاً مشؤوماً من تاريخ لبنان لانه علّق النظام والدستور اللبناني على خشبة، من خلال اعطائه الفلسطينيين شبه سيادة على ارض لبنان وعلى حساب مصالح لبنان العليا فبدأت الاشكالات، وتابع: "بعد العام 1969 وبسبب الصراع بين اللبنانيين والفلسطينيين دخل السوري على الخط وكان هذا الامر استمرارا للهرطقة على حساب الدستور ما زاد الشرخ وفي ذلك الوقت رأى كل شخص ان بامكانه استخدام لبنان كساحة لبلوغ مآربه".
واعتبر الرئيس الجميّل ان مشكلة لبنان الاساسية هي تداخل البعدين الخارجي والداخلي للازمة، وهذا الامر مازلنا نعاني منه حتى اليوم والبعد الخارجي ينتصر دائماً على البعد الداخلي، سائلاً "لماذا لم ننتخب رئيساً للجمهورية حتى الآن؟ وهل العماد ميشال عون قادر لوحده على منع اجراء هذه الانتخابات لولا البعد الخارجي؟"
وشدد على انه عندما نقتنع كسياسيين لبنانيين بتقديم مصلحة لبنان فوق كل اعتبار يصبح من السهل حل المشكلات، لكن طالما ان الفرقاء السياسيين يربطون لبنان بالبعد الخارجي، عن حسن او سوء نية، فعبثاً نعالج. ولفت الجميّل الى ان هناك استحالة لانتخاب عون رئيساً لألف سبب وسبب، ومن المفترض ان يكون حزب الله قد اقتنع بذلك بعد سنة ونصف، معتبراً في المقابل ان ما يحصل يدلّ على ان الهدف ليس انتخاب عون بل تعطيل الانتخابات.
وقال: "في الوقت الحاضر يمسك حزب الله بالساحة كلها، وهو يملك السلاح ولديه سلطة في مجلس الوزراء وعلى الارض، فهو إذا ليس مستعجلا لاجراء انتخابات رئاسية. ومن جهة اخرى يرى حزب الله ان الامور تتطور لصالحه ويفضّل الانتظار ربما يغيّر النظام لصالحه او يجلب رئيسا لصالحه ولن يكون عون برأيي".
ووصف استخدام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تعبير ان "الميدان يحدد المسار"، بأنه امر خطير ويعني به ان الواقع العسكري يوجّه الامور، وإن كان لا يمارس هذا المنطق على الارض لكنه يستخدمه للضغط السياسي. وحذّر الجميّل من ان لبنان لا يحتمل مغامرة بأن يأتي فريق ويسيطر على كل شيء، مشيراً الى ان خلال التاريخ حاول البعض القيام بذلك لكن الامور انقلبت ضدهم. وشدد على اهمية ترجيح البعد الداخلي لتسهيل الامور على الجميع.
وتابع: "حاولت اخراج نفسي من الصراع المسيحي-المسيحي، لانه من المؤسف ان هذا الصراع على السلطة انهك المقاومة المسيحية وكم من الشهداء سقطوا بمعارك عبثية، واذا كانت هناك بعض المحاولات للانتصار على الواقع المسيحي فنحن للاسف نسهّل لها".
وعن ملف الرئاسة، رفض الرئيس الجميّل رفضا قاطعا مقولة "ان يتفق المسيحيون على رئيس"، لافتاً الى ان هذا الرئيس هو للبنان وليس رئيساً للمسيحيين كما انه منتخب من قبل المجلس النيابي، ونظامنا ديمقراطي ولم يُطلب من المسيحيين يوما ان يتفقوا بين بعضهم لانتخاب رئيس. ودعا المجلس النيابي الى الاجتماع وإذا لم ينجح اي مرشح من الدورة الاولى يجب ان تتواصل المفاوضات في الدورة الثانية والثالثة للوصول الى رئيس، معتبراً ان ما يحصل اليوم هو تعطيل الانتخابات الرئاسية. وقال: "نعيش انقلابا ابيض على الدستور، فالبنود الدستورية التي كتبها المشرّع لمصلحة حسن تطبيق الدستور وحسن تسيير المؤسسات الوطنية نستعملها للانقلاب على الدستور وعلى نية المشرع".
وإذ اكد ان هناك مسؤولية تقع على المسيحيين، خصوصاً ان هناك فريقاً مسيحياً يشارك في تعطيل الانتخاب ولما نجح عون بتعطيل النصاب لولا حصوله على دعم حزب الله، إلا انه اعتبر ان التقرير الاسود الذي نُسب الى الفاتيكان غير صحيح، وقال: "هناك مسؤولية مسيحية لكن العلة بالكامل ليست بيدنا".
وفي مجال متصل، اشار الى ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يقوم بكل ما بوسعه فهو جمع القيادات وقدّم كل الحجج لتشجيع الاطراف على انتخاب رئيس، ونحن في المقابل تعاونا معه وسهلنا الامور لكن هناك عقدة تتمثّل بعون الذي يصرّ على ترشحه وهناك من يعطيه الضمانات بأن مكانه محفوظ.
وشدد الجميّل على ان مسؤولية النواب الـ 128 المنتخبين من الشعب ان ينتخبوا رئيساً للجمهورية، اما إذا كانوا ينتظرون كلمة السر من الخارج فهذا الامر غير مشرّف، وقال: "يجب ان نعترف ان الخارج لا يمكنه ان يفرض بالكامل شخصاً لا يكون مقبولاً من اللبنانيين، ولا يمكن ان يسقط الرئيس علينا "بالبراشوت".
ورداً على سؤال حول اتكال البعض على الدور الروسي في المنطقة، اجاب: "الروس لديهم ما يكفي من البصيرة ليعلموا انه لا يمكنهم فرض الحلول بسلاحهم".
وجدد الرئيس الجميّل تأكيد موقف الكتائب بالمشاركة بأي جلسة انتخاب وتهنئة الفائز اياً كان، لان ما يهمنا هو انتخاب رئيس، وتابع: "لكن لسنا وحدنا في الساحة وهناك قوة اخرى تعتبر ان انتخاب عون هو انتصار لمحور على اخر ولا احد سيعطي هدية مجانية بهذا الشكل".
واردف: "كنا نفضّل ان ينزل عون وحزب الله الى مجلس النواب ولتأخذ الحياة الديمقراطية البرلمانية مجراها الطبيعي".
وعن التعيينات الامنية، قال: "لا نعادي بموقفنا عون او غيره، والعميد شامل روكز صديق للنائب سامي الجميّل، لكن هناك اصول معينة بالجيش ولا يمكن تغيير الهيكلية من اجل مصلحة سياسية بحتة". وحيا الجميّل العميد روكز، معتبراً انه كان المنتصر الاكبر لانه لم يقبل بالتسوية بل حافظ على كرامته وكرامة الجيش.
اما في ما يتعلّق بجلسات الحوار، فرأى ان هدف طاولة الحوار المحافظة على شعرة معاوية. وقال: "نحن ككتائب نتحاور مع حزب الله رغم اننا نعرف ان شيئا لم ينضج بعد، كما اننا نشجّع حوار المستقبل وحزب الله".
ووصف استمرار وزراء الكتائب بالحكومة بأنه بطولة على الذات، لان من مصلحتنا الخروج منها والمزايدة والقيام ببطولات في هذا الملف او ذاك، سائلاً "لكن هل هذا الامر مطلوب بالوضع الحالي؟" وقال: "نحن نحافظ على الحد الادنى للمحافظة على منطق المؤسسات".
وعن مقاطعة الكتائب لجلسة الحوار الاخيرة، سأل الرئيس الجميّل "هل من ضمير وطني يقبل بالمشهد الذي رأيناه الاحد على الصعيد البيئي والسياحي والصحي؟ وكيف لا ندق ناقوس الخطر؟" مشيراً الى ان خطة الوزير اكرم شهيب وجيهة وحزب الكتائب طالب بعقد جلسة لمجلس الوزراء لاقرارها، واعتبر ان عدم طرح هذا الملف على طاولة مجلس الوزراء يعني تمييعه. وقال: "لا يعقل ان نرى البلد بهذه الحالة وان نكمل كأن شيئاً لم يكن، لذا اعتبرنا ان طاولة حوار بالوضع الذي كان فيه البلد امر غير مقبول".
الى ذلك، اعتبر الجميّل ان هناك قوى سياسية مدركة لخطورة الوضع وتعمل على ايجاد حل، مشيراً الى ان موضوع النفايات له علاقة بطريقة الحوكمة ومن غير المقبول عدم محاسبة احد على ما يحصل، داعياً الى انشاء لجنة تحقيق برلمانية او لجنة يشكّلها رئيس الحكومة او المدعي العام لمعرفة السبب الذي اوصلنا الى ازمة النفايات. وشدد على اهمية متابعة قضية النفايات عبر خطتين، الاولى معرفة السبب الذي اوصلنا الى هنا والثانية ايجاد حل، كما طالب بمعاقبة المسؤولين.
ورأى الجميّل ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يحاول من خلال طاولة الحوار الابقاء على شعرة معاوية قائمة، مشدداً على اهمية ابقاء التواصل قائماً وقال "طالما هناك تواصل هناك امل". ودعا الى التفريق بين وظيفة الحكومة وطاولة الحوار، معتبراً ان كل مؤسسة تحاول تحقيق وظيفتها.
وعن عقد جلسة تشريعية، جدد التأكيد على ان الموقف السليم هو التقيّد بالدستور لان الخروج عنه يؤدي الى شريعة الغاب ويصبح التفسير والتطبيق مطاطاً، لافتاً الى ان الدستور يقول بأن مجلس النواب وفي حال فراغ رئاسة الجمهورية يتحوّل الى هيئة ناخبة، وتابع "نحن مازلنا على موقفنا اياً كانت تفسيرات البعض".
وذكّر الرئيس الجميّل بأن تعديل قانون السير كان البند الوحيد الذي أُقرّ تحت عنوان "تشريع الضرورة"، سائلاً "هل بات قانون السير اهمّ من الرئاسة؟" وتابع: "على النواب ان يفهموا انهم اذا ارادوا حلّ كل الامور فليتفضلوا وينتخبوا رئيسا للجمهورية".
ورداً على تحذير البعض من عدم امكانية دفع رواتب الموظفين في حال عدم عقد جلسة تشريعية، قال: "رواتب الموظفين لم تتوقف يوماً وستُدفع في اوقاتها المحددة، واليوم الاهم في البلد هو الرأس اي رئاسة الجمهورية".
واضاف: "يجب الضغط على النواب وان تتفجّر الامور لانتخاب رئيس، ونحن لن نقبل بتسخيف الانتخابات الرئاسية وان يصبح تعديل قانون السير اهم منها".
واكد ان حزب الكتائب مازال متمسكاً بالموقف السابق الذي اتخذه من عقد جلسة تشريعية، وقال: "تشريع الضرورة يعني كل ما له علاقة بانبثاق السلطة كقانون الانتخاب، لكن التشريع في امور صغيرة يؤدي الى تسخيف الرئاسة التي سيصبح من الممكن الاستغناء عنها".
واردف: "شغلنا الشاغل تحقيق التضامن المسيحي لتعطيل البعد الخارجي وايقاف تعطيل الانتخابات الرئاسية، وسأواصل المحاولات لربما نحقق هذه الامنية التي ليست ترفاً بل واجباً".
ورداً على سؤال حول علاقة حزبي الكتائب والقوات، قال: "هناك تلاق بين الكتائب والقوات في امور عدة كبيرة وصغيرة، وفي المقابل نبارك العلاقة بين التيار والقوات ونشجعها ومن المفيد طوي هذه الصفحة مسيحياً، ونعتبر ان هذا الامر ايجابي للبلد ونحن نتعاون مع عون وجعجع ولا مانع من التواصل مع الفريقين". إلا انه أمل ان تؤدي هذه العلاقة الى نتائج عملية بدءا من انتخاب رئيس، وقال: "اخشى من ان يكون عدم وضع هذا الملف على الطاولة بمثابة تغطية لعون وتعطيله لنصاب الانتخاب".
وشدد الجميّل على ان "المطلوب اليوم هو انتخاب رئيس واذا لم تؤد هذه المصالحة الى اصلاح هذه العلة الاساسية فانا لا اعرف ما الاهم". واسف لان اللبنانيين تأقلموا مع اللامنطق والهرطقات.
بالانتقال الى الوضع الحكومي، اعلن الرئيس الجميّل ان فرط الحكومة يعني تحقيق هدف البعض بعقد مجلس تأسيسي، مشيراً الى ان الدستور يقول ان بغياب الرئيس هناك الحكومة، وسقوط هذا العامل يعني سقوط الدستور وبالتالي لا يعود هناك خيار امامنا وستدعونا عندها الامم المتحدة او الجامعة العربية الى اجتماع لتحديد لبنان جديد وهذا الامر لا يخدم مصلحة البلد".
ورأى ان الحكومة هي المظهر الاخير للمؤسسات الدستورية الى جانب المجلس النيابي المعطّل لاسباب دستورية.
في مجال اخر، وصف الجميّل قضية سوكلين بالفضيحة الكبرى والتعدي المباشر والسافر والمتعمّد على مواقع المسيحيين، مشدداً على ان هذا امر غير مقبول، ومعتبراً ان بداية الحلّ يكون برفع الظلم عن المؤسسات المسيحية.
وختم: "انا مصمم واؤمن بلبنان فهذا بلدي وانا اعيش فيه ونحن كعائلة الجميّل دفعنا ثمنا غاليا للحفاظ عليه ولن نفرّط به، وبلد لديه هكذا رسالة لا بدّ ان ينتصر في النهاية".