Back to News
الرئيس الجميّل  خلال استقباله السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد: لبنان يشهد  نوعا من الإنقلاب الأبيض يقود الى تعليق الدستور وتعطيل الدولة

الرئيس الجميّل خلال استقباله السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد: لبنان يشهد نوعا من الإنقلاب الأبيض يقود الى تعليق الدستور وتعطيل الدولة".

آب 10, 2016
الرئيس الجميّل  خلال استقباله السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد: لبنان يشهد  نوعا من الإنقلاب الأبيض يقود الى تعليق الدستور وتعطيل الدولة


استقبل الرئيس أمين الجميّل في مقره في بيت المستقبل في سراي بكفيا قبل ظهر اليوم سفيرة الولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشارد وكانت جولة افق تم فيها التداول في الوضع السياسي، ومسالة الفراغ في رئاسة الجمهورية وخطورته على لبنان والمؤسسات فيه. وتطرق البحث الى موضوع اللاجئين، اذ انه من غير الطبيعي ان يتحمل لبنان وحده كل العبء علما ان للدول العربية طاقات مالية هائلة ومساحات شاسعة وامكانات تفوق ما يملكه لبنان، ومن غير المقبول ان تمارس الضغوطات على لبنان بمفرده لإبقاء هذا العدد من اللاجئين الذي ناهز نصف عدد سكانه.
ورأى الرئيس الجميّل انه نادراً ما شهدت دولة تدعي الديمقراطية وتداول السلطة ما يشهده لبنان من ضرب لكل قواعد العمل السياسي معتبرا إن الواقع الذي نعيشه اليوم هو من نوع "الانقلاب الابيض" الذي لا تختلف نتائجه عن الانقلاب العسكري، وهذا يقود الى نتيجة واحدة، تعليق الدستور، وتعطيل الدولة بفعل ارادة واعية وعن سابق تصور وتصميم، ما افضى الى حالة خطيرة على كل المستويات:
أولاً: تعليق المؤسسات الدستورية على خشبة التعطيل شبه الكامل بفعل الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية الذي انسحب شللاً في عمل كل المؤسسات الأخرى، من دستورية وإدارية ومالية.
ثانياً: التهديد والتهويل دائماً باللجوء الى السلاح لفض الخلافات السياسية على أنواعها، وهذا ما حصل مراراً كمثل انتفاضة 7 أيار 2009 ، وحركة القمصان السود أبان الأزمة الوزارية عام ٢٠١١، وسواها من التهديدات المباشرة وغير المباشرة، الظاهرة والباطنة، الحادة والناعمة، التي شهدتها الساحة اللبنانية في الآونة الأخيرة.
ثالثاً: الاعلان جهاراً عن الارتباط مالياً وعقائدياً واستراتيجياً بجهات غير لبنانية، وهذا يطرح تساؤلاً بديهياً وعفوياً عن مفهوم السيادة والولاء للوطن، ويولد حذراً بين المكونات اللبنانية التي دفعت أغلى شهدائها دفاعاً عن سيادة لبنان وتحريراً له من كل وصاية خارجية. ولا يصح اليوم استبدال الوصاية السورية بوصاية اخرى.
ان هذا الواقع الذي يعيشه اللبنانيون في الظرف الراهن يثير القلق البالغ في الداخل ويسهم في ارباك موقع لبنان الدولي، كما ويطرح تساؤلات عن مستقبل لبنان في كيانه ووحدته واستقراره السياسي والامني، ومناعته المالية والاقتصادية، ومكانته ضمن المجتمع الدولي.
ولفت الرئيس الجميّل الى ان لبنان يتمتع بمناعة ذاتية أثبتها على مدى التاريخ، فانتصر على كل المحن، وحافظ على هويته، وحفظ ثقافته ودوره؛ إنما المأزق الذي علق به هذه المرة محفوف بمخاطر كيانية- وجودية، يبقى لبنان الديمقراطي، لبنان الدستور، لبنان الحريات، او لا يبقى، "وليس كل مرة تسلم الجرّة" كما يقول المثل اللبناني. وعندها، لن يقف الوضع عند حدود غالب ومغلوب، بل يصير الوطن، كل الوطن هو الضحية، لا سمح الله، وهذا ما نعمل بكل ما اوتينا من ادوات لمنع حصوله.