Back to News
دكتوراه فخرية للرئيس أمين الجميّل في احتفال تخريج طلاب جامعة  الأميركية للعلوم والتكنولوجيا الثامن عشر

دكتوراه فخرية للرئيس أمين الجميّل في احتفال تخريج طلاب جامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا الثامن عشر

تموز 12, 2019
دكتوراه فخرية للرئيس أمين الجميّل في احتفال تخريج طلاب جامعة  الأميركية للعلوم والتكنولوجيا الثامن عشر

أقامت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا احتفال تخريج طلابها للعام الجامعي 2018- 2019، في مجمع "بيال" فرن الشباك، حيث حلّ رئيس الجمهورية السابق أمين الجميّل خطيباً للاحتفال ومنحته الجامعة دكتوراه فخرية في الإنسانيات تقديراً لمسيرته الوطنية.

أكثر من 800 متخرج من كل الاختصاصات شاركوا مع عائلاتهم، كما حضر حشدٌ كبير من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الدين ورؤساء الجامعات ومدراء المدارس والفاعليات العسكرية والأكاديمية والبلدية والاجتماعية والإعلامية.
افتتاح الاحتفال كان مع موكب لطلاب الجامعة الأجانب يمثلون أكثر من أربعين بلداً يكملون دراستهم في جامعة AUST، دخلوا حاملين أعلام بلادهم، ثم تقدمتطالبات السنة الأولى بالثوب الأبيض والوشاح الذهبي وعلى رؤوسهن أكاليل من الغار، في مشهدية لتقليد روماني قديم، يرمز إلى سياجٍ يحتضن الخريجين Ivy chaine)) في احتفال توديعي ينطلقون بعده إلى المستقبل.
بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة لنائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور نبيل حيدر،ألقت رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر كلمة رحبت فيها بالضيف المميز وشكرته على مشاركته في الاحتفال مع الطلاب،تطرقت في كلمتها إلى أهمية التربية ودور المؤسسات الجامعية في النهوض بالوطن، وقدرة لبنان على استمراره منارة للشرق. وقالت:
لقد كانت هذه السنة سنة انتاج وحصاد بالرغم من الصعوبات المالية والإقتصادية التي يمر بها وطننا العزيز لبنان والتي تنعكس سلباً على طلابنا وبالتالي على ملاءه الجامعة المالية والحصاد ظاهر بأبهى حلة في وجوه هذه المئات التى هي مستقبل لبنان الواعد.
ولقد كان لنا في هذه السنة تركيز وتأكيد على الأبحاث العلمية فوقعنا على إتفاقيةتعاون مع المركز الوطني للأبحاث العلمية CNRS كما تميز طلابنا في العديد من المباريات الجامعية مع كبرى جامعات لبنان فكانت لهم المراكز الأولى وانتقلوا بعدها ممثلين لبنان في مباريات دولية في اوروبا.
لي ملء الثقة أن خريجنا هو من اكثر المؤهلين لإقتناص فرصة العمل اينما كانت ومتى وجدت وذلك لأن تدريب طلابنا يجمع النظريوالعملي فمن متطلبات كل اختصاص فترة تدريبتختصر المسافة بين مقعد الدراسة في الجامعة وكرسي المكتب في سوق العمل.
إن علاقاتنا مع الجامعات الدولية العريقة تزداد قوة ورسوخاً فلقد زاد عدد الجامعات المتعاقدة معنا على 45 جامعة وصار لدينا سنوياً عشرات الطلاب من هذه الجامعاتمن فرنسا وإيطاليا وأميركا، كما أن طلابنا قصدوا هذه الجامعات مثلBerkley,Politecnico di Milano , Université de Lille Catholique لبرامج الدراسات العليا وكانت نتائجهم برهانا على حسن تحضيرهم في AUST."
وكانت كلمة لنائب رئيس الجامعة الدكتور رياض صقر قدم فيها خطيب الاحتفال، شاكراً له حضوره الكبير ورعايته للطلاب ووقوفه إلى جانب الجامعة والتعليم العالي.وجاء فيها:"عائلة أعْطَتْ لبنانَ رَئيسينِ في أحلكِ الظُّروفِ وأصْعَبِها، رئيسٌ قَضَى شهيدَ الموقِفِ الوطنِي الجرىء، ورئيسٌ صَمَدَ أمَامَ الأزَمَاتِ والمِحَنْ، فَتَحَمَّلَ في سبيلِ لبنان، الآلامَ وتعالى على الجِراحِ بِرَباطَةِ جَأشٍ وصَبْر، فخامة الرئيس أمين الجميّل،فخامة الرئيس أمين الجميّل خَبِرَ السياسَةَ وصَقَلَتْهُ الأحْداثُ، تفكّرَ في ماضي الأياموحاضِرَها، فَنَطَقَ حِكْمَة واعتدالاً واستشرافاً للمُستقبل وغدا حكيماً من لبنانَ على منابِرِ صُرُوحٍ أكاديميَّةٍ وثقافيّةٍ ولقاءاتٍ دَوليّة. لقد آمَنَ بالطّاقَاتِ الشَّابةِ و دَورِها في بناءِ الوَطَنِ وأفْسَحَ المَجَالَ لها لِتَتَولىَّ المسؤوليَّة على المُستويينِ الحزبي والتمثيلي، ووَضَعَ خُبُراتِهِ بِتَصَرُّفِها. صَاحِبُ خِطابٍ وَطَنيٍ مُتَمَاسِكٍ، محاوِرٌ مُنْفَتِحٌ لَبِقْ، يَتَمَتَّعُ بالقُدْرَةِ على بِناءِ الجُسورِ والعملِ على الحُلول.لقد آمَنَ بالطّاقَاتِ الشَّابةِ و دَورِها في بناءِ الوَطَنِ وأفْسَحَ المَجَالَ لها لِتَتَولىَّ المسؤوليَّة على المُستويينِ الحزبي والتمثيلي، ووَضَعَ خُبُراتِهِ بِتَصَرُّفِها. صَاحِبُ خِطابٍ وَطَنيٍ مُتَمَاسِكٍ، محاوِرٌ مُنْفَتِحٌ لَبِقْ، يَتَمَتَّعُ بالقُدْرَةِ على بِناءِ الجُسورِ والعملِ على الحُلول".
بعدها تمّت مراسم تقليد الدكتوراه الفخرية للرئيس الجميل، ثم ألقى كلمة متوجهاً إلى الطلاب في يوم فرحتهم، قائلاً:" تحيّة لهذا الصرح الأكاديمي، لمؤسسيه، وصحبه وأهله وادارته،
تحيّةً للجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا، لأصالتها اللبنانية، ورقيها الأكاديمي، ولرسالتها التربوية التي كرستها للبنان وشبابه، للوطن كي ينهض من بين الركام السياسي، ولجيله الصاعد كي يبني على أسس صلبة من المعرفة، والثقافة، والحرية، والحقوق الأساسية.
أشكر ادارة الجامعة وأرى في هذا التكريم حافزاً لمزيد من الخدمة والتواصل والعبور الى لبنان كما يطمح اليه الجيل الصاعد. هذا الجيل المنزه عن كل الملوثات التي فتكت بلبنان الدولة ولبنان السلطة.
أما التهنئة الكبرى النابعة من قلب والد وجد يدرك وجودية هذه اللحظة، فهي لكل أم وأب سهروا وضحوا وعاندوا وكابدوا كي يبلغ فلذات أكبادهم أعلى مراتب العلم والاختصاص. أدرك كم هي كبيرة فرحتكم اليوم. دعوني أشاطركم بعضها.
وأخيراً بالتأكيد، تحيّةً من القلب للطالبات والطلاب المتخرجين: أنتم أصحاب العيد، أنتم الأمل، أنتم الرهان الأول، أنتم خط الدفاع الثابت والأكيد. أنتم جيل لبنان الخارج من حرب وجودية الى حرب من نوع آخر: حرب إثبات وجود لأفرقاء السياسة والمناطق والطوائف، وغالباً على حساب لبنان.
أنتم خريجو الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا، فكونوا فعلاً جيل المعلوماتية، جيل العصر الرقمي، جيل الحداثة، جيل التغيير.

أحبّائي الطلاب،
إنها مسؤوليتُكم، فلا تتنكروا للبنان الماضي، بل بددوا منه الضباب السميك الذي لفّ سيادته وشفافيته، واصنعوا منه لبنان الغد، لبنان الحداثة والعنفوان.
بإبداعكم إبنوه، بأحلامكم إرفعوه، بفكركم اصقلوه سيادةً وحرية وكرامةَ انسان.
إني أفهم هواجسكم، وأتفهم مخاوفكم. فلبنان يتوق لمفهوم الدولة ومنعة مؤسساتها. فالمنطقة برمّتها في واقع مأزوم. هي تغلي، تتألم في صفيح ساخن من الجهل، والفقر والعوز والانكماش .
ولبنان ليس غريباً عن هذا المشهد، هو جزء من كلٍ موجوعٍ ومهدد. الا أنه يناضل بكم أنتم من أجل القيم، من أجل بناء الوطن والانسان.
واذا كانت الدول والشعوب تحارب عادةً من أجل مصالحها، الا ان لبنان يقاوم لأنه حامل رسالة سلام، رسالة العيش الواحد، ومساحة حوار انساني ومقاومة وجدانية وجودية لا حدود لها. وهذا الرهان هو الأصعب والأجدى، فاجعلوه رهانكم وعلة نضالكم.
صدقّوني، لبنان لا يحب الحرب لكنّه يعرف كيف يقاوم للدفاع عن قِيَمه ودوره. نعم أنا أقاوم، اذاً أنا حيّ. فتحية الى كل شهداء لبنان، مهما اختلفت انتماءاتهم وعقائدهم، ومذاهبهم. فالشهيد شهيد شرط أن يكون دمه فدى للبنان وقضيته ورسالته.
أعزائي المتخرجين،
أفهم عليكم رغم فارق العمر. أقدّر ظروفكم، وأتفهم هواجسكم.
فلا هذه الدولة تشبهكم، ولا هذه المؤسسات تلبي طموحاتكم، ولا هذه العدالة تضمن حقوقكم، ولا بعض هذا القضاء يحكم باسم شعبه.
لا ترضخوا للأمر الواقع،
قودوا وساهموا في ورشة دائمة للتغيير والتطوير.
وظفوا جهودكم واستثمروا علمكم في مشروع لبنان الدولة، لبنان الحوكمة الرشيدة، لبنان دولة المواطنة المنفتحة على العالم، لا المنحبسة في لعبة المحاور،
لبنان القضاء العادل المستقل،
لبنان العدالة الانمائية المتوازنة والمستدامة،
لبنان السلام الاجتماعي،
لبنان المؤسسات وأجهزة الرقابة المستقلة .
كلنا مسؤولون، كلنا متضامنون، قولوا لأصحاب الامر: أعيدوا الى مؤسسات الرقابة دورها، لا تحيلوها الى التقاعد المبكر، لا تجعلوها تعمل بالفاتورة وبالتعاقد او على القطعة.
إن أجهزة الرقابة لا يمكن أن تعمل بإذن والا فقدت دورها، ولا يمكن ان تكون من دون استقلالية رقابيتها المسبقة واللاحقة، وإلا انتفت جدوى وظيفتها. ولا يمكن الا ان تنعقد عفواً والا انتفى مبرر وجودها.
هذا حلمكم وهذا حقكم. الحق المطلق بدولة مؤسسات، بدولة راعية، ولا يصح ان يكون الحق وجهة نظر، أو مادة تسوّل أو منتَجَ تسوية. الحق حق مهما كانت مرتبته، فكيف بالحقوق الاساسية، والحقوق الاجتماعية في عدادها.
بالله لا تتركوا مكاناً للاحباط في قاموسكم، لا محل للاستسلام في فكر الطموحين والاصلاحيين مثلكم، لا مكان للهجرة وتسليم الوطن لغير اللبنانيين.
أنتم جيل الثورة من أجل الحرية، فثوروا.
أنتم نخبة الإصلاح من أجل غد أفضل، فأَصْلِحوا.
أنتم قوةٌ هادرة لا تردعها عصا ولا تغريها جزرة، فلا تتراجعوا.
أنتم أكثريةٌ ناطقة بالحق، فلا تصمتوا.
أنتم المتخرجون، قصة نجاح أنتم، لا تفشلوا ولا تسمحوا لأحد أن يفشلّكم أو أن يبدد طموحكم ويلغي دوركم. وما تخرجكم اليوم سوى دليل على ثباتكم وعنادكم واستحقاقكم. عانيتم مشقات السهر والتعب، فآن لكم أن تكونوا اليوم شركاء أساسيين في بناء لبنان: لبنان الوطن، لبنان الدولة، لبنان المؤسسات ولبنان الدور.
لا تدعوا المتضررين وهم كثر، يبددون أحلامكم، وينهون آمالكم، ويفرقون صفوفكم، تارة باسم السياسة، وأخرى باسم الحزب، وطوراً باسم الطائفة والمذهب والحي.
تشبثوا بالحق. احلموا. ثقوا بذاتكم، لا بذواتهم،
ثقوا بقدراتكم أنتم، لا باقتدارهم هُمُ،
عززوا ايمانكم وثبتّوا عزمكم، فأنتم قادرون على تفتيت الصخور ونقل الجبال متى آمنتم وصمّمتم، متحدّين كل الخطوط الحمر، عابرين الحدود المرسومة بحبر السياسة المغرضة والمفسدة بكل تلاوينها الفئوية والطائفية والحزبية الضيقة.
لبنان هو أنتم، يكون بكم كبيراً أو لا يكون.
فكونوا هذا اللبنان،
لبنان الايمان لا التعصب: الويل لأمة تكثر فيها المذاهب وتخلو من الدين، كما قال جبران خليل جبران.
كونوا هذا اللبنان الحر، والحرية ليست فكرة ان لم تتجسد بالاحرار، كما قال شارل مالك.
كونوا لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، كما قال العلاّمة الشيخ محمد مهدي شمس الدين.
كونوا اللبنان الواحد العاقل، فلبنان واحد لا لبنانان، كما قال صائب سلام.
كونوا لبنان الحق، ومن تهرّب من معركة الحياة كمن تهرّب من معركة الحق، كما قال كمال جنبلاط.
كونوا لبنان الوطن، لا لبنان الكنيسة ولا لبنان الجامع، كما قال بيار الجميّل.
بل آمنوا بلبنان الأكثر من وطن، لبنان الرسالة، كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني.
هذا هو لبنان المتعاقد عليه،
هذا هو لبنان المتفاهم عليه،
هذا هو لبنان الخلاصة الثقافية والحضارية.

الحضور الكريم،
أنا أثق بالشباب اللبناني والعربي، ففي بيتي أكثر من اختبار. وأكثر من تجربة. العصر عصركم. والكلمة لكم. راقبوا، دققوا، حاسبوا، لا تحيدوا عن القيم، لا تقلدوا، لا تنسخوا، ابقوا أنتم كما أنتم وكما ارادكم أهلكم بتربيتهم وأخلاقهم ومناقبيتهم.
أنتم الجيل الواعد. فشباب تونس ليسوا أفضل حالاً. ولا شباب مصر والسودان. كنتم يا شابات وشباب لبنان السباقين لبضع سنوات خلت، وإن أصابت المسيرة بعض خيبات وأوجاع، أنتم في ربيع الاصلاح، في عمقه، في الصف الأول، أثبتم جدارة وثقة بقدراتكم، بتصميمكم على التغيير. ثابروا فظاهرة تنبيه الحكام في العالم العربي لم تنقض، بل فعلت فعلها وصارت قضية رأي عام وهاجساً لدى الطبقة السياسية.
أنتم خريجو جامعة لا تسوّق لايديولوجيا، بل تزودكم بمنهجية التفكير السليم. فكونوا هذه الانتفاضة، كونوا هذه الثورة، من أجل ثقافة الخير والبناء، من أجل الانسان.
ارفعوا لبنان الجديد على الأكتاف، لبنان غير القابل للنسخ، لبنان الحداثة المستدامة.
اتحدوا يا شباب لبنان واعلنوها ثورة للبنان، ومن أجل لبنان السيادة والحرية والرسالة.
إن لبنان يناديكم، أنتم الأكثرية، فلا تجعلوها صامتة بل انطقوا بالحق، ثوروا على الفساد، ثوروا على الزبائنية القاتلة، والحزبية الضيقة، على المذهبية الحابسة، غنوا لبنان أينما كنتم، وأنّى حللتم..
يا شابات وشباب لبنان
بيتكم لبنان،
مذهبكم لبنان،
حزبكم لبنان.
قولوا كلمتكم ولا تمشوا. فلبنان لنا جميعاً، لنا كلنا، وكلنا للوطن.
وفي الختام تمّ توزيع الشهادات على الخريجين.