Back to News
المجلس النيابي قادر أن يجتمع ويَـقُـرَّ في ساعة واحدة قانوناً جديداً فيُسقِط عادة التمديد السيئة.

المجلس النيابي قادر أن يجتمع ويَـقُـرَّ في ساعة واحدة قانوناً جديداً فيُسقِط عادة التمديد السيئة.

أيار 26, 2013
المجلس النيابي قادر أن يجتمع ويَـقُـرَّ في ساعة واحدة قانوناً جديداً فيُسقِط عادة التمديد السيئة.

افتتح رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل قاعة الوزير الشهيد الشيخ بيار الجميل والمركز الصحي الاجتماعي  في مبنى اقليم جبيل الكتائبي بحضور الوزير ناظم الخوري، والنائبين السابقين فارس سعيد ومحمود عواد، والوزير السابق سليم الصايغ،  ورئيس جمعية المصارف السابق الدكتور فرنسوا باسيل، ورئيس بلدية جبيل زياد الحواط، والامين العام لحزب الكتائب ميشال خوري، ورئيس اقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، وحشد من رؤساء البلديات ومخاتير المنطقة وممثلي الاحزاب . هذا وأولم رئيس بلدية جبيل الاستاذ زياد حوّاط على شرف الرئيس الجميّل بحضور شخصيات سياسية وفاعليات المنطقة.

ومما جاء في الكلمة التي ألقاها الرئيس الجميّل من مواقف سياسية:

 إن احترام الاستحقاق النيابي يمر بقانون انتخابي جديد عادل وعصري  وليس بإجراء الانتخابات بأي شكل وبأي ثمن، وعلى كل حال، ليس على حساب التمثيل المسيحي الصحيح كما هو الحال في قانون الستين أو في القانون المختلط الذي طرح مؤخّراً. إن المجلس النيابي قادر بعدُ أن يجتمع ويَـقُـرَّ في ساعة واحدة قانوناً جديداً فيُسقِط عادة التمديد السيئة.لكن القدرة في مكان والإرادة في مكان آخر.

 

لبنان، هذا المثال في الممارسة الديمقراطية على مدى عقود من الزمن، لا يستحق هذه الانتكاسة. إن غالبية القوى السياسية والنيابية تقدم للبنانيين والعالم أسوأ صورة عن نفسها وعن لبنان. ما هكذا تُدار شؤون الناس والأوطان.

 

الكتائب جهدت، بدون ملل، من أجل دفع مشاريع القوانين الانتخابية بالاتجاه الصحيح، ووضعت جانباً مصلحتها الذاتية في سبيل المصلحة العامة. فكانت تُصَد بمواقف سلبية، وكأن البعض يدفع باتجاه الفراغ.

 

منذ اتفاق الطائف إلى اليوم تحصل كل الاستحقاقات الدستورية النيابية والحكومية والرئاسية بالإضافة إلى التعيينات في الدولة على حساب المصلحة الوطنية وعلى كل حال على حساب المسيحيين.ومن المؤسف أن قوى مسيحية تشارك في تهميش التمثيل المسيحي وفي إضعاف دورهم الرائد في لبنان، في حين أن قوى إسلامية تحرص أحياناً على ضمان حسن التمثيل المسيحي أكثر من قوى مسيحية سيطرت عليها شهية المحاصصة والهيمنة والاستئثار والتفرد.

 

أين روح المصلحة المسيحية،وأين حس المصلحة الوطنية العليا. يستطيع حزب الكتائب أو غيره من الأحزاب والتيارات والكتل أن تربح اليوم أو غداً لكن لا يستطيع المسيحيون أن يحظوا بقانون انتخابي جيد وعادل كل يوم.  فجريمة أن نصدّع وحدتنا وأن نفوّت هذه الفرصة التي تبرز للمرة الأولى منذ ثلاث وخمسين سنة.

 

حزب الكتائب ومَن يؤمن مثله بلبنان الحرية والكرامة والمساواة والعدل يريدون قانوناً انتخابياً يفتح الطريق أمام اللامركزية وتطوير الطائف والخروج من الغبن. أما الآخرون فيريدون قانوناً يعطيهم الأكثرية النيابية التقليدية ليتسلموا السلطة بغض النظر عن مصير لبنان. مشروع الكتائب هو منذ البدء مشروع بناء دولة لا مشروع سلطة !

 

البعض ينطلق من مبدأ المشاركة للوصول إلى المناصفة، وهذا غير واقعي، بينما نحن نعتبر ان المناصفة هي المدخل إلى المشاركة. أرفض أن تنتصر الكتائب على حساب المسيحيين، كما وأرفض أن تنتصر 8 أو 14 آذار على حساب المسيحيين وأرفض أن ينتصر المسيحيون على حساب المسلمين وان ينتصر أي كان على الوطن.

هذا هو جوهر الحياة الميثاقية. فكفى متاجرة بكلمة ميثاق فنحن صانعوه وواضعوه وحاضنوه.

 

إن حزب الكتائب يصرّ على تصحيح التمثيل المسيحي في الانتخابات القادمة، وذلك من أجل الشراكة الحقيقية، والمشاركة الكاملة من أجل الوحدة والاستقرار والسلام الداخلي. لن يقبل بالمقابل أن يتم ذلك على حساب أي مكوّن مسلم أكان في 8 أو 14 آذار. فحسن التمثيل المسيحي شرط أساسي في أي قانون جديد.

العدالة لا تتجزأ، والحق لا يُمـيّـز، والمساواة تكون للجميع أو لا تكون لأحد.

 

قبلنا بمشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي – ولو معدّلاً - الذي أجمع عليه المسيحيون وأمّن أكثريةً نيابية قبل أن ينفرط عقد الوحدة. وكان لدينا قانون الخمسين دائرة وطرحنا قانون الدوائر الصغرى، لكن كل هذه القوانين سقطت في لعبة المصالح الداخلية والخارجية. وكل الذرائع الواهية التي يقدمها هذا أو ذاك لتبرير عدم التزامه بأحد هذه القوانين لا تقنع عاقلاً. أقلّه لم تقنعنا.

 

وما على الشعب اليوم إلا أن يرفع الصوت عالياً ويُحسن الخيار بين الحق والباطل، بين من يخدمه ومن يستغلّه، بين من يدافع عنه ومن يدفع به نحو المجهول.

 

إن حزب الكتائب الذي يقدم التضحيات والشهداء من أجل وحدة المسيحيين ووحدة لبنان ومن أجل الميثاق والكرامة والاستقلال يرفض أن يُفرّط بها البعض. إن حزب الكتائب ملتزم بمواقف تنقذ وحدة لبنان ومشروع الحرية والديمقراطية. فلا مغامرة، ولا مقايضة، ولا مساومة ولا تنازل ولا حتى مفاوضة على حق اللبنانيين. ولقد أثبتت مواقفنا عبر كل تاريخنا، ولاسيما المواقف الأخيرة أن الكتائب هي أم الصبي.

 

لقد نذرنا أنفسنا في الحزب لهذا الوطن، لأمنه وسلامه. وكل خطوة نُقدم عليها وكل فكرة نقترحها تصبّ حتماً في المحافظة على الكيان اللبناني ووحدة الدولة والتعايش المسيحي الإسلامي. لكن كل هذه القيم الوطنية والحضارية هي في خطر اليوم، نتيجة عبث بعض اللبنانيين بالمصير والخروج عن الشرعية والتورط في الأحداث العربية والمحاور الإقليمية ولاسيما في الحرب الدائرة في سوريا. فيما رسالة لبنان هي الحياد والتضامن ونصرة الحق والعدالة وحقوق الإنسان.

 

من سمح لجزء من اللبنانيين أن يقرر مصير كل اللبنانيين، من سمح له أن يقضي على كيان لبنان. فالتورّط الحاصل في سوريا اليوم لا يقتصر تأثيره على خط التماس بين باب التبانة وجبل محسن، بل على خط التماس بين وحدة لبنان وتقسيم لبنان.

 

على اللبنانيين أن يقولوا للمتورطين في حرب سوريا: كفى! أو أنكم تريدون أن نعيش معاً أو أنكم ألوية احتياط لحروب المنطقة. إذا كنتم تريدون العيش معاً والتزام الولاء للبنان فقط، فاحترموا الميثاق الوطني والدستور واحترموا لبنان واللبنانيين.

 

ها إني أرى دويلة تقوم هنا وإمارة تدّعي الحضور هناك. أما الدولة فتعد الضحايا وتحتسب الخسائر وتنتظر الإعانات. إن يد رئيس الجمهورية وحدها لا تصفق. فعلى جميع اللبنانيين الكف عن اللعب بمصير لبنان، والإلنزام في تطبيق إعلان بعبدا.

 

كما إنني أدعو كل القادة السياسيين إلى:

1.    رفض إجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين،

2.    إحياء لقاءات بكركي والذهاب والإلتزام بما نتفق عليه،

3.  الإسراع في تأليف حكومة إنقاذ وطني تواجه التحديات الانتخابية والسياسية والأمنية. فنحن لسنا في مرحلة انتقالية، بل في مرحلة مصيرية. وتحييد عملية تأليف الحكومة الجديدة عن التأثيرات الخارجية يقضي بتحصينها سياسياً ووطنياً.

4.  إعادة إحياء إعلان بعبدا والالتزام بحياد لبنان، إذ أنه الموقف الوحيد الذي يمكنه بعد وقف امتداد الزلزال العربي نحو الكيان اللبناني.

5.  دعم الجيش اللبناني فعليّاً بتزويده بالمعدات الضرورية، وتغطيته سياسياً للقيام بواجباته وحسم الوضع الأمني من دون مزايدات طائفية.