Back to News
الرئيس الجميّل ما ورد في اعلان بعبدا سبب وجود لبنان واستقراره والسلام الداخلي فيه

الرئيس الجميّل ما ورد في اعلان بعبدا سبب وجود لبنان واستقراره والسلام الداخلي فيه

أيار 14, 2015
الرئيس الجميّل ما ورد في اعلان بعبدا سبب وجود لبنان واستقراره والسلام الداخلي فيه

طلّ رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل عبر محطة "الجزيرة الإخبارية" في فقرة "الواقع العربي" للحديث عن "إعلان بعبدا" وما تبقى منه بعد مرور ثلاثة أعوام على توقيعه.

الرئيس الجميّل أكد ان هذا الاعلان لم يأتِ بالصدفة وهو طبيعي جدا، لافتا إلى ان ما ورد في هذا الاتفاق هو سبب وجود لبنان واستقراره والسلام الداخلي فيه، وأضاف: لقد انتظر الشعب طويلا هكذا إعلان وهكذا تطور، أي ان يمتنع اللبنانيون عن الانغماس في صراع أكبر منهم، أي أن يكون بلدهم بمنأى عن الصراعات الاقليمية والدولية والتي دفع لبنان ثمنها مرات عديدة، لذلك تابع الرئيس الجميّل: لم يكن اعلان بعبدا اعلان الصدفة او اعلانا عابرا على الهامش، فهو من صلب مصلحة لبنان العليا ومن شروط الاستقرار والسلام الداخلي واتى ليجسد طموح اللبنانيين.

وأكد الجميّل أن القيادات أجمعت على هذا الاعلان، لكنه أسف لان البعض خرج عن هذا الاعلان وعن مندرجاته، كما حصل في بداية الثورة السورية حيث تورطت بعض الحركات السنية المتطرفة في طرابلس في هذه الثورة، ومن ثم اتى الانغماس الحربي والعسكري لحزب الله، واصفا هذا التورط بغير المنطقي.

وعن مقاربة لحزب الكتائب نتيجة عدم التزام حزب الله بإعلان بعبدا اعتبر الرئيس الجميّل أن الخروج عن المصلحة اللبنانية وانخراط الحزب في محور اقليمي يجعله يتصرف على حساب مصلحة لبنان العليا، سائلا: ما دخلنا في المعارك في سوريا واليمن والعراق؟ وأضاف: هذه ثورات داخلية، فلنترك الشعوب تدبّر امورها بنفسها، اما الانغماس في هذه الصراعات فهو لا يخدم لا مصلحة حزب الله ولا مصلحة لبنان، واردف: حزب الله سيقتنع في مرحلة من المراحل انه يدفع ثمنا لحرب لا تعنيه كلبناني ولا بد من أن يعود الى الداخل ويقتنع ان من مصلحته ومصلحة طائفته وكل مكونات الشعب ان ينصبوا على خدمة لبنان وتطوير النظام اللبناني والكف عن توريط لبنان بمعارك اكبر منه، لأنه سيصبح ضحية الصراعات الاقليمية التي هي اكبر من لبنان.

وتابع سائلا: ما دخلنا وما الفائدة من توريط لبنان بهكذا صراعات؟ وقال: لبنان يذهب "دعس الخيل" بسبب صراعات أكبر منه.

وعن وسائل اقناع حزب الله ووجود أدوات ضغط عليه للخروج من سوريا قال الرئيس الجميّل: لبنان مستضعف وهو يخرج من مرحلة الاحتلال السوري لأرضنا والعبث بالحياة السياسية الديمقراطية، فنحن لم نُشفَ من المرحلة الصعبة التي خرجنا منها ولا نملك وسيلة لاقناعه بالعودة الى لبنان، انما قناعتي أن التجربة التي يمر بها ستقنعه بان من الضروري العودة الى حضن الوطن اللبناني، مبديا اعتقاده بأن أهالي الضحايا من أبنائنا الذي يسقطون يوميا سواء اكانوا من الجنوب أو من البقاع غير راضين عن هذا الأمر.
وتابع: لا بد مع مرور الوقت من ان يقتنع الحزب ان من مصلحته وطائفته والشعب وهو مكون أساسي منه، من مصلحة كل هؤلاء أن يعود كل القادة اللبنانيين الى الاهتمام بالمصلحة اللبنانية .

وشرح: تطور الأحداث والمعطيات لا بد من ان يكون في مصلحة احد، ولا بد من ان تنتهي الحرب في سوريا وفي كل الأقطار العربية في يوم من الأيام، كما ستتنهي النزاعات التورطية، مشيرا الى ان كل الأحداث التي تمر بها المنطقة تنهك الجميع أي الثورة والنظام سواء في سوريا او في غيرها، لذلك لا بد من ان يتعظ الجميع وتنتهي الحروب العبثية التي لا تخدم الا مصلحة اسرائيل.

وعما اذا كان اعلان بعبدا هو الحل الأمثل: قال الرئيس الجميّل منذ الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ننادي بالحياد الايجابي، ولا نقصد به الاعتكاف او الاستقالة من دور لبنان، فالحياد يعزز دور لبنان للدفاع عن القضايا العربية في النزاع العربي الاسرائيلي والحياد يحصن لبنان ويعزز المناعة اللبنانية وهو شرط السلام اللبناني الداخلي، مشيرا الى اننا اختبرنا الخروج عن الحياد في كل الحروب الاقليمية والمحاور العربية وقد تورطنا في بعضها ودفعنا ثمنا غاليا جدا، لذلك أضاف رئيس الكتائب: اعلان بعبدا ليس اعلان الصدفة وليس مجرد اتفاق بين القادة اللبنانيين بل هو شرط لديمومة لبنان وتحصين الكيان اللبناني ودور لبنان في العالم، وهو يجسد طموح الشعب والمصلحة العليا أكثر مما هو اتفاق بين قادة في مرحلة زمنية معينة.

وعما اذا كان اعلان بعبدا يحمل مغالطات وأمورا غير منطقية لناحية الارتباط بالمحاور قال الرئيس الجميّل: لربما بعض الاطراف متورطة مع هذا او ذاك من المحاور، انما الصحيح أيضا انه كلما تورطنا مع هذا المحور أو ذاك نكون دفعنا ثمنا غاليا ويكون لبنان هو الضحية، والصحيح أن الحقيقة والتجربة دلّتا على أنه كلما ورّطنا أنفسنا بهذه المحاور كلما دفع لبنان بالكامل ثمنا غاليا وكذلك الأطراف المتورطة.

واشار الى اننا نتذكر كيف كان العديد من الأطراف يتعاطفون مع المصالح السورية على حساب المصلحة اللبنانية واليوم اعترفوا انهم مخطئون، وانا على قناعة بان التجربة المريرة التي مر بها حزب الله ستقنعه في مرحلة معينة بضرورة عودته الى الداخل، خاصة عندما تتضح الظروف وتتطور ظروف ايجابية أكثر في المنطقة، اذ عندها سيقتنع ان من مصلحته ووطنه والجميع ان نعود الى الداخل ونهتم بالشعب ولقمة عيشه ومنع البؤس والبطالة التي تعيشها بعض المناطق والفئات اللبنانية، لافتا الى ان المكوّن الشيعي يدفع ثمن هذا الوضع المأساوي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

وردا على سؤال قال الرئيس الجميّل: لا شك ان البعد الاقليمي يؤثر على الوضع اللبناني مُحمّلا المسؤولية للقادة بالذات، مشددا على ان من يُعطل انتخاب رئيس للجمهورية ليس الخارج بل عدم تأمين النصاب من قبل بعض النواب الذي لا يحضرون الى مجلس النواب، مضيفا: هناك مسؤولية على الشعب اللبناني وليس على الخارج وتابع: كفى، لقد حان الوقت لنتعلم من تجارب الماضي جراء تورطنا احيانا مع هذا الطرف او ذاك وعلى الجميع ان يعمل من أجل مصلحته.

ورأى أن الشعوب السورية واليمنية والعراقية ستتصالح قريبا بينما يكون الشعب اللبناني قد زاد الانقسام في صفوفه وسيعاني من المأساة الاجتماعية جراء التدخل في هذه الحروب.

وعن خطورة انغماس حزب الله في المعارك التي يخوضها وتاثيرها على لبنان قال رئيس الكتائب: حزب الله يتحمل مسؤولية كبيرة على صعيد الاستقرار والسلام والوحدة الوطنية وكذلك على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي، مشيرا الى اننا نقول هذا الكلام لحزب الله كلما التقينا معه، وختم: لقد آن الاوان ليعود الى بيت الطاعة اللبناني باعتبار انه لن يخدم لبنان إلا الشعب اللبناني شرط أن يهتم بشؤونه وشؤون وطنه، قبل ان ننكب على مساعدة الاخرين لا سيما عندما يؤثر ذلك على استقرار لبنان ومعيشة الشعب اللبناني.