Back to News
الرئيس الجميّل خلال مؤتمر مشروع مارشال من اجل الشرق الأوسط: وقف الحروب في المنطقة بات امرا ملحا

الرئيس الجميّل خلال مؤتمر مشروع مارشال من اجل الشرق الأوسط: وقف الحروب في المنطقة بات امرا ملحا

أيار 31, 2015
الرئيس الجميّل خلال مؤتمر مشروع مارشال من اجل الشرق الأوسط: وقف الحروب في المنطقة بات امرا ملحا

اعتبر الرئيس أمين الجميّل ان وقف الحروب في المنطقة بات أمراً ملحاً، لأن تداعيات "الربيع العربي" في السنوات القليلة الماضية، ولدّت واقعاً جديداً وفرضت القوى الاصولية إطاراً بديلاً يدّعي جهوزيّة للحكم، وقدرة على القيادة والاستمرار. لكنّ هذه القوى كشفت عن نمط سلطة مدمّر لمفهومنا لثقافة الحياة والتطوّر، وعن تعسّف ثقافي، ونزعة تكفيرية تعتمد القمع والعنف، أسوة ببعض الأنظمة التوتاليتاريّة القائمة التي تدّعي محاربتها.
كلام الرئيس الحميّل جاء خلال افتتاحه بيت المستقبل في مقره في سراي بكفيا خلال مؤتمر عقد بعنوان:
"مشروع مارشال العربي، شراكة وتعاون من أجل مستقبل أفضل للشرق الأوسط"، وذلك بالتعاون مع "مؤسسة كونراد آديناور".
وشارك في المؤتمر نواب وسفراء وأكاديميون وباحثون من لبنان والخارج.

وقال الرئيس الجميّل:ان هول المآسي الانسانية في الحروب الدائرة من حولنا، وما يحصل في العالم العربي من بشاعات، يجب ان تستفزّ الضمائر، وتستنفر القوى التي تدعّي المسؤولية في الحفاظ على الاستقرار والسلم في العالم. وسأل أية إستراتيجية يمكن الكلام عنها طالما أن معظم العالم العربي قابع في هذا المستنقع العبثي القاتل للطموح والأمل؟
وعلقّ الجميّل أهمية كبرى على شراكة دولية مع لبنان أساسها قيم الجمهورية لحماية النوذج اللبناني كدولة وحيدة في المنطقة تجسد مفهوم التسامح القائم على مبدأ تكامل الطوائف والمذاهب ومصالحتها، واعتبر ان هذا النموذج مستهدف بأساسه، وما الأحداث الدائرة في المنطقة سوى محاولة لدكّ نماذج التعايش والديمقراطية في الشرق الاوسط.
وراهن الرئيس الجميّل على التربية كسبيل الى الحوكمة الصالحة، موضحاً ان التربية المطلوبة هي التربية المنفتحة التي تقرّ بقبول الآخر، وهو النظام الذي يجب أن يخلف التربية المتزمتة التي كانت سبباً في الحوكمة الهالكة.
كما راهن على استرجاع النخب للمساهمة في إعادة إعمار المنطقة سياسياً وانمائياً.

وتحدث في جلسة الافتتاح بيتر ريمليه الممثل المقيم لمؤسسة كونراد آديناور في لبنان، وحيّا بيت المستقبل الذي يجمع مجموعة من النخب في لبنان وهو منصة للمثقفين اللبنانيين وبصيص امل نحو المستقبل وأمل ان يشكل قيمة مضافة من اجل خدمة لبنان، مشدداً على أهمية الحوار والتواصل الفكري.

وكان المؤتمر قد بدأ أعماله مناقشاً مستقبل النظام الجيوسياسي في الشرق الاوسط، على خلفية أحداث الربيع العربي. وتحدث وزير المال والنفط السابق في الكويت بدر الحميضي عن تباطؤ الاقتصاد وتراكم العجز وازدياد البطالة حراء الأحداث التي تعصف بالمنطقة. واعتبر ان نسبة النمو في الدول العربية الست مصر، والاردن، وليبيا، والمغرب، وتونس واليمن لم تتعد ال٣٪ وهي نسبة قاصرة عن مواجهة تحديات البطالة التي بلغت ١٣٪ في مصر و٣٥٪ في اليمن.
ولفت الى مؤشر سلبي آخر هو تراجع الاستثمارات الخارجية في المنطقة بمعدل ٢٤٪ في العام ٢٠١١-٢٠١٢.
كما أن تراجع قطاع السياحة ساهم في ارتفاع العجز الداخلي.

وحدد فيليب كراولي، مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون العامة السابق، الخطاب الاميركي في الشرق الاوسط على خلفية تنافس السياسات الدولية القائمة في ضوء المراحل التي مرّت بها الأزمة منذ مؤتمر أوسلو وصولاً الى بروز الجماعات التكفيرية في المنطقة.

وشارك في المؤتمر مستشارون من مؤسسات تعنى بوضع الاستشارات الاستراتيجية في العالم، وأكاديميون من الجامعة اللبنانية وجامعة شيربروك في كندا، ومركز توليدو للدراسات في مدريد، والدكتور حسن منيمنة مدير مؤسسة ميدل ايست الترناتيف في واشنطن، ونجيب ساويريوس، المدير التنفيذي لشركة أوراسكوم للاتصالات والاعلام والتكنولوجيا في مصر، الذين ناقشوا مستقبل النظام الجيوسياسي في الشرق الاوسط في ضوء الاضطرابات التي تشهدها دول المنطقة ومجتمعاتها، والنزاعات بين مكونات الاسلام السياسي، والتبدل الحاصل في موازين القوى الاقليمية، بالاضافة الى الشراكة العالمية من أجل الشرق الاوسط.

ولفت السفير الألماني في لبنان كريستيان كلاجس الى العلاقات الوثيقة التي تربط بلاده بلبنان، وتطرق الى الازمة التي تعرضت لها اوروبا ابان حرب يوغوسلافيا حيث نزح مليونا شخص الى المانيا عادوا كلهم الى بلادهم.

ونقل رئيس الوزراء السابق لمقاطعة بافاريا غونتر بكشتاين تجربة ألمانيا حول مشروع مارشال واقتصاد السوق الاجتماعي بعد الحرب العالمية الثانية.

وأمل الوزير السابق سليم الصايغ وجوب الإبقاء على لبنان الليبيرالي والسعي لإنجاح تجربة دولة المواطنة.
ودعا الحكومة اللبنانية الى وقف طلب القروض من المؤسسات الدولية، واستبدالها بطلب الحصول على منح مستحقة نظراً للأعباء التي يتكبدها لبنان جراء أزمة النزوح السوري، وتلكؤ المجتمع الدولي عن سداد الأكلاف للبنان.

وعالج رئيس مركز الخليج للابحاث عبد العزيز بن صقر مرحلة ما بعد الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة.وتخلل المؤتمر مداخلات شارك فيها الحضور.
التوصيات
وخلص المؤتمر الى سلسلة توصيات أبرزها: العمل أولاً وبشكل ملحّ على وقف اراقة الدماء وانقاذ المدنيين، وانهاء ظاهرة التكفير والاصولية، والعمل على تنقية أنظمة الحكم من الشوائب وتأمين انتقالها من حوكمة هالكة الى حوكمة صالحة قائمة على الديمقراطية، وضمان الحريات واحترام التعددية. ومن شأن هذه البيئة ان تشكل عامل جذب للنخب وتحملها الى العودة الى أوطانها والمساهمة في البناء السياسي والاقتصادي. واعتبر المؤتمرون ان التربية المنفتحة عنصر أساسي في قيام مجتمعات تتخذ من قبول الآخر ثقافة دائمة. ويشكل هذا المشهد المتكامل بنية تحتية صالحة لقيام خطة شبيهة بمشروع مارشال بشراكة متكافئة وتعاون متوازن بغرض اعادة اعمار المنطقة.