Back to News
الرئيس الجميّل في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر: ما يحدث صراع حضاري وليس صراع حضارات.

الرئيس الجميّل في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر: ما يحدث صراع حضاري وليس صراع حضارات.

آذار 02, 2017
الرئيس الجميّل في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر: ما يحدث صراع حضاري وليس صراع حضارات.


الرئيس الجميّل في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر:
ما يحدث صراع حضاري وليس صراع حضارات.
المسيحية والاسلام مشاع للإنسانية جمعاء

اختتم مؤتمر الازهر اعماله أمس حول "الحرية والمواطنة، التنوع والتكامل" والتي امتدت على مدى يومين برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بجلسة تحدث فيها الرئيس أمين الجميّل الذي قال ان الواقع في المنطقة والعالم ليس صراع حضارات، لكنّه بالتأكيد صراع حضاري.
واعتبر ان صراع الحضارات المزعوم يفترض صداماً واختلافاً بين حضارات متباينة متناقضة، تحشد كل منها مكوناتها المتجانسة لإنزال الهزيمة بغريمتها. وقال إن هذا التشخيص يتوافق عليه بعض أصحاب المقولات القطعية في العالم الإسلامي مع نظراء لهم في الدول الغربية، بما يحوّل الأزمة العالمية حرباً بين الإسلام والغرب، وهذا ظلم وتعسف، قال الجميّل.
وذكر أن العالم الإسلامي لا يقف عند حدود الدول ذات الغالبية السكانية المسلمة، بل يتعداها ليشمل المجتمعات التي تحتضن أقليات سكانية أصلية تعتنق الدين الإسلامي. كما انه لا يمكن حصر المسيحية في الغرب، بل هي مشاع للإنسانية جمعاء.
وتابع الرئيس الجميّل خلال الجلسة الختامية التي تحدث فيها أيضاً الرئيس المصري السابق عدلي منصور، والوزير بيار رفول ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضرها المشاركون في المؤتمر وفي مقدمهم شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيّب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني، والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وبطريرك الروم الكاثوليك غريغريوس لحام، والرئيس فؤاد السنيورة، ومرجعيات دينية وسياسية واكاديمية:
تابع الرئيس الجميّل:
هذه المعاينة تقود الى القول ان الصراع مستعر داخل كل حضارة، يقسمها انشطارياً توجه قطعي انطوائي خائف ومخيف، وآخر حضاري يدعو إلى كلمة سواء، إلى التعارف والتكامل واحترام التنوع. فخطوط التماس في هذا الصراع الحضاري ليست بين حضارات متباينة مزعومة، بل هي تمزق مجتمعاتنا كافة، شرقيها وغربيها، وتجد من يصطف إلى كل جانب منها. فالرافضون لإنسانية الآخر والمسيئون لكرامة الآخر، والمتجاهلون فعلاً وامتناعاً لحياة الآخر، هم من هنا ومن هنالك، وليسوا حصراً على مجتمع أو حضارة. وكما هو العالم اليوم، كان لبنان. وكما انتصر لبنان على الفئوية، فحصرها ودجّنها وطوّق مظاهرها، فيجب أن ينتصر العالم على أزمته الحالية.
واعتبر الجميّل ان المسائل الحياتية التي تعني المواطن اللبناني، من الأمن والعمل والصحة والكهرباء، لا مكان فيها للمزايدة على أساس ديني. إلا أن التعبئة الطائفية تنجح في شدّ العصب في مواضيع تحاكي الامن السياسي والاقتصادي لكل مجموعة، مثل توازن الإنماء وصحة التمثيل. وفي قضايا أخرى محدودة، نجد أن الدين يشكل بالفعل أساساً للخلاف، كما في قضايا الزواج المدني والأحوال الشخصية، وهي قضايا يطالب بها عدد لا يستهان به من اللبنانيين، ولا سيما الشباب منهم، فيما تعترض عليها جهات مختلفة لاعتبارات دينية. وقال: نحن هنا أمام مسائل مرتبطة فعلاً بالدين، ولم يجد اللبنانيون الحل الوافي لها بعد.
وأكد الرئيس الجميّل امام المؤتمرين التزام لبنان بالسلم الأهلي القائم على أساسين:
١- العملية السياسية التي ورغم ما يشوبها من عيوب، الا انها تحقق القدر الكافي من النجاح الذي يمنع لبنان من الغرق.
٢- العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، الذي لا ينهض الا على الحرية، ولا كرامة محفوظة إلا للحر. والحرية هي حرية الفكر والمعتقد والإيمان، حرية الشعائر والطقوس، حرية القول والتعبير. والكرامة هي كرامة الإنسان الفرد، وكرامة الجماعة.
واستند الرئيس الجميّل في طرحه الى وثائق المجمع الڤاتيكاني الثاني الداعي إلى الانفتاح والتفاهم بين الاديان، وتوجهات الأزهر ونداءاته والاوراق التنويرية الصادرة عنه.
ولفت الى زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الى الفاتيكان وما تركته من اثر في العلاقات بين الاديان.
ودعا الى التوقف عند حاجة مجتمعاتنا الى ما اسماه الامن الصلب المتجسد بالامن الثقافي القائم على الثقة والاطمئنان، والامن السياسي المسند الى الحوكمة الرشيدة، وذلك لمواجهة التوجهات المتطرفة وانتشار العنف الرافض للآخر في أكثر من مجتمع عربي.

وخلص الرئيس الجميّل الى اقتراح تشكيل هيئة مهمتها متابعة مقرارت المؤتمر والتواصل مع كل الجهات العربيّة والدوليّة، الإسلاميّة والمسيحيّة، من أجل بلوغ المواطنة في مجتمعاتنا.