Back to News
المؤتمر الدولي السنوي لبيت المستقبل:

المؤتمر الدولي السنوي لبيت المستقبل: "الجغرافية السياسية والطاقة في الشرق الأوسط"

حزيران 14, 2019
المؤتمر الدولي السنوي لبيت المستقبل:

افتتح الرئيس اللبناني الأسبق الشيخ أمين الجميّل صباح اليوم في بيت المستقبل في بكفيا المؤتمر الدولي السنوي لبيت المستقبل تحت عنوان "الجغرافيا السياسية والطاقة في الشرق الأوسط" بحضور الرئيس فؤاد السنيورة وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، ضيف شرف المؤتمر، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ومسؤولين حكوميين وسفراء: مصر نزيه نجاري، ايطاليا ماسيمو ماروتي وعدد من كبار صانعي القرار في مجال النفط والغاز في القطاعين العام والخاص بمن فيهم ممثلين عن بعض شركات الطاقة العالمية ومصرفيين وخبراء وأكاديميين.
وتركزت أعمال المؤتمر حول ثلاثة محاور رئيسية هي: الاكتشافات المهمة لحقول الغاز في شرق المتوسط ودور مصر الإقليمي حيث يتضمن البرنامج جلسة خاصة عن مصر يتحدث فيها الوزير طارق الملا. أما المحور الثاني فهو شح المياه والترابط بين المياه والطاقة، والثالث،الطاقة المتجددة وأهميتها.
وتحدث في جلسة الافتتاح رئيس بيت المستقبل الرئيس أمين الجميّل والممثل المقيم لمؤسسة "كونراد أديناور" في بيروت مالتي غاير والرئيس التنفيذي لمجموعة الإقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي، وممثل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد قنديل.
الرئيس الجميّل
والقى الرئيس الجميّل كلمة أمل فيها أن ينجح هذا اللقاء الغني بمضمونه، بتنوّعه، وبالتوصيات التي يمكن أن تخرج منه، علّها تساعد على وضع تصوّر حول الإستراتيجيات المفيدة للمنطقة في مجالات الطاقة والمياه.
واعلن: إن المشاركين في هذا المؤتمر هم أخصّائيين وخبراء معروفين في مضمار الطاقة والمياه والبترول والغاز، ونشكرهم سلفاً على مساهمتهم في الأبحاث والنقاشات.سنستعرض خلال هذا اللقاء التطورات التي تواجه العالم المعاصر، وتطرح تحدّيات كبيرة في السنوات القادمة. التحدّي الأول هو أن الولايات المتحدة الأميركية التي كانت منذ سنة 1963 مستوردة للطاقة، أصبحت في سنة 2018 مصدّرة لها وبحلول سنة 2020 تصبح ثاني أكبر مصدّر في العالم. وهذا التطور يعزّز دور واشنطن الاستراتيجي في العالم.
التحدّي الثاني هو إعتماد أوروبا الأساسي على الغاز الروسي وجزئياً على الغاز الجزائري المتجه الى الإنخفاض. فهل الإكتشافات المصريّة من شأنها أن تشكّل البديل؟ هذا الأمر هو من المواضيع التي ستناقش مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري الدكتور طارق المُلاّ في جلسة بعد الظهر.
التحدّي الثالثالإنخفاض بالطاقة المائية في معظم دول المنطقة وما ينتج عن ذلك من صعوبات قد تؤثّر بحلول سنة 2030 على أكثر من 250 مليون شخص من سكان الجزيرة العربية، والعراق، والاردن ومصر. كما أن التزايد السكّاني في المدن سيزيد من الطلب على المياه.
كما وأن المخزون الأكبر من المياه المتوفّرة الآنفي الشرق الأدنى، خارج لبنان، هما نهري دجلة والفرات. منابع هاذين النهرين هي في تركيا التي بامكانها التحكّم في تدفق المياه من خلال السدود التي أنجزتها. كذلك مصر، تواجه مشكلة منذ قرار إثيوبيا ببناء سد على منبع نهر "النيل"La Renaissance الذي سيحدّ من تدفّق مياه النيل اليها. وسيكون لذلك إنعكاس كبير على مصر (موضوع البحث مع الوزير المصري بعد الظهر).
التحدّي الرابع يتعلّق بالطاقة البديلة والانجازات المتطورة التي من شأنها أن تنوّع مصادر الطاقة من أجل إنماء مستدام في بلدان الشرق الأوسط. أكان من خلال الطاقة المتجدّدة أو الطاقة النووية مع كل مخاطرها.
هذه المسألة مطروحة لدى كل الأوساط، لا بل هي موضوع الساعة. والسباق جارٍ في هذا المضمار.
واستكمالاً للبحث في كل هذه المواضيع، نستضيف بعد الظهر معالي وزير البترول المصري الدكتور المُلاّ، في جلسة مسائيّة، الذي سيطرح إستراتيجية مصر في موضوع الطاقة ودورها في المنطقة. يتبع ذلك مناقشة مع الأخصائيين.

يبقى أن البحث في موضوع الطاقة لا يكتمل إلا بطرح الموضوع الأمني. لذلك، بحثنا هذا، يجب أن يستكمل لاحقاً بلقاء آخر حول طريقة حل النزاعات القائمة، كما حول عودة التوازن المفقود استراتيجياً في دول الإقليم ومحلياً. فالأمن هو مفتاح الإفادة من ثروات النفط. والتجربة اللبنانية هي مثالاً على ذلك.


أشار غاير إلى الأهمية الكبيرة التي توليها اوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص لمنطقة شرق المتوسط خاصة مع توالي اكتشافات الغاز الكبيرة في مصر وقبرص. وشدد على ضرورة التعاون والتكامل بين دول المنطقة في مجال الإنتاج والتسييل وتصدير الغاز خاصة وإن أوروبا تعد سوقاً رئيسياً للغاز وهي تسعى دائماً إلى تنويع مصادر امداداتها. وأوضح أن التعاون بين دول شرق المتوسط يسهم بتخفيض كلفة الإنتاج ويسهل التصدير إلى أوروبا التي تبحث دائما عن تخفيض كلفة استيراد الغاز.
وأوضح غاير أن المانيا تركز أيضاً على الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة وهي تدعم هذه الصناعات حول العالم في محاولة منها لدعم التقنيات الجديدة في هذا المجال التي ستسهم بخفض التكلفة. وشدد على أن أوروبا بشكل عام بدأت تلجأ لدعم هذه الصناعات لخفض معدلات انبعاثات الكربون ولمواجهة الاحتباس الحراري والتغير المناخي.
أبو زكي
أشار أبو زكي إلى أن النفط والغاز في الشرق الأوسط عموماً وفي منطقة شرق المتوسط تحديداً يعتبر من العوامل الرئيسية المحددة لمستقبل دول المنطقة وشعوبها وتكفي الإشارة إلى انه بات مؤكدا امتلاك هذه الدول احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي إذ تتوالى اكتشاف الحقول الضخمة في مصر، وقبرص وقريباً في لبنان بإذن الله مما يستدعي البحث المعمّق في وضع الأُطر القانونية والتنظيمية الكفيلة بضمان الاستغلال الأمثل لهذه الموارد لتوظيفها في خدمة النمو والتنمية بإشراك القطاع الخاص. وشدد على ضرورة إيجاد حلول عاجلة للنزاعات والمشاكل المتعلقة بترسيم الحدود البحرية بين بعض دول المنطقة، وكذلك إيجاد صيغ ملائمة للتعاون والتكامل بين مصر ولبنان وقبرص واليونان، ولا سيما في مجال التصدير حيث تبرز مصر كخيار ملائم بسب امتلاكها محطتين للتسييل وبنية تحتية وتشريعية مناسبة.
وأشار أبو زكي إلى أن لبنان حقق إنجازات مهمة سواء على صعيد تهيئة البنية التشريعية والتنظيمية اللازمة أو على صعيد بدء عمليات الاستكشاف والتنقيب حيث ستبدأ عمليات الحفر قبل نهاية العام الحالي بموجب دورة التراخيص الأولى بالإضافة إلى إطلاق دورة التراخيص الثانية التي يظهر أنها موضع اهتمام كبير من قبل الشركات العالمية والإقليمية.
قنديل
وكان اخر المتحدثين في الافتتاح أحمد قنديل الذي شدد على السؤال الذي يطرح نفسه دائماً في هذه المنتديات وهو هل اكتشافات المنطقة هي عامل حرب أم سلام خاصة مع بروز بعض المشاكل الحدودية الكبيرة بسبب عدم التزام تركيا واسرائيل بقانون البحار الصادر عن الأمم المتحدة وطمع هذه الدول بموارد لبنان وقبرص ، بالإضافة لحوادث الاعتداءات على ناقلات النفط في الأيام الماضية. لكنه أشار إلى بعض العوامل الإيجابية التي بدأت بالظهور لا سيما التعاون بين دول المنطقة وإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط وتحول مصر إلى مركز للتعاون الإقليمي في مجال التسييل وتصدير الغاز إلى أوروبا وأسواق أسيا الناشئة.

وكان قد سبق المؤتمر عشاء أقامه الرئيس الجميّل مساء أمس على شرف المشاركين في الملتقى في فندق هيلتون- بيروت تحدث خلاله كل من الرئيس الجميّل وسفير جمهورية مصر العربية نزيه نجاري ومدير منتدى النزاعات حول التوقعات الجيوسياسية الدولية والإقليمية وتفاعل الطاقة الستر كروك.